الوصل والقضية الفلسطينية
كان والدي رحمه الله وطنيا غيورا علي القضية الوطنية، فآزر الحركة الوطنية التي كانت تكافح من اجل استقلال المغرب، واسترجاع مقومات سيادته من الاستعمار الاسباني الذي فرض نظام الحماية في الشمال ومناطق اخري في الجنوب، ومن ضمنها الصحراء ، وانضم الي صفوف حزب الاستقلال ، ثم لاحقا الي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية،وفِي نفس الان كان من المغاربة المهمومين بمناصرة القضية الفلسطينية منذ بداية اعتداء العصابات الصهيونية كالهاغانا وغيرها علي ارض فلسطين وشعبها لإقامة الكيان الاسرائيلي،، في الأربعينيات من القرن الماضي ،،وفِي سياق التضامن مع المجاهدين الفلسطينييي برآسة الحاج أمين الحسيني، تبرع لفائدتهم بهاتين القطعتين من الحلي الذهبي التي تعود للوالدة الشريفة الخمليشية، رحمها الله، والتي كانت تناصر نفس القضية من منطلق مقاومة الظلم، وهو موقف تتقاسمه او لربما ورثته من ابيها الذي كان من المجاهدين الذين ناصروا ثورة عبدالكريم الخطابي.
والوصل محل هذا التعليق يكتسي أهمية تاريخية لا جدال فيها، اذ يبرهن عن وعي عميق بعدالة القضية الفلسطينية منذ انطلاق وميض المقاومة ، من نخبة من المثقفين بمدينة العرائش الذين انخرطوا في حملة لجمع تبرعات لنصرة القضية دون ان يسقطوا في فخ التحليلات السطحية للمسألة اليهودية، فميزوا بين الصهاينة ، والمغاربة اليهود، الذين كانوا جيران لنا، وربطتنا بهم اواصر مودة وحسن جوار ، حتي ان الجارة راشيل كانت تتكبد مشاق السفر من العرائش الي تطوان التي رحل اليها الوالد سنة 1965 ، من اجل زيارتنا، وتبادل ذكريات ايّام محبة متبادلة ورائعة ، وهو موقف كانت الوالدة تقدره، وتبادله بمثله.
ثم ان القضية الجزائرية كان لها ايضا نصيب من الدعم من طرف الوالد، وكان يمد العون للبعض من الوطنيين الجزائريين الذين كانوا قد استقروا مؤقتا بالعرائش ويقطنون بجوارنا.واتذكر علي وجه الخصوص مواظبته علي شراء جريدة المجاهد التي كانت لسان جبهة التحرير الوطني ، ومتابعته اليومية لأحداث الجزائر الشقيقة عبر إذاعة لندن.
الغريب انه وبعد كل النضالات التي قدمها شهداء القضية الفلسطينية في مواجهة العدو الاسرائيلي،والالتحام المبكر ألذي جسمته الشعوب العربية مع هذه القضية المقدسة التي تجسمت بكل تواضع وفي ندر يسير في الوصل المذكور، في لحظة جنينية، والتضحيات الجسام والدماء الطاهرة التي سالت في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني،، يبرز من الصفوف من يحاول تغيير اتجاه هذا النضال ،، باختلاق خرافة ان العدو هو ايران ،، تحت شتي الذرائع التافهة، تنفيذا لتعليمات سيد البيت الأبيض المهزوز أركانه بالعواصف القوية التي لن تلبث طويلا حتي تقتلعه من مكانه،، وتقتلع ايضا سفارته من قدسنا،،
← الرجوع إلى جميع المقالات